فتوى فى أهمية حب آل بيت النبى
صلى الله عليه واله وسلم
س : ما أهمية حب آل بيت النبى (ص) وما هى حدود تلك المحبة ، وما هو الفاصل بين حد المحبة والمغالاة المذمومة؟
فأجاب : فضيلة الدكتور: على جمعة مفتى الديار المصرية :
قال تعالى : (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى) ، وصح عن سعيد بن جيبر رحمه الله أن قال فى معنى هذه الآية :
"لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة ، فقال إلا أن تصلوا ما بينى وبينكم من القرابة" ، فهذه توصية بقرابته يأمره الله أن يبلغها إلى الناس . وقد أمرنا رسول الله (ص) بحب آل بيته والتمسك بهم ، ووصانا بهم ــ عليهم السلام أجمعين ــ فى كثير من أحاديثه الشريفة ، نذكر منها قوله (ص) : "أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتى رسول ربى فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين ؛ أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به". فحث على كتاب الله ورغب فيه ،ثم قال :"وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى".
فقال له حصين : ومن أهل بيته يازيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟
قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده .
قال: ومن هم ؟ قال: هم آل على وأبناءه الإمام الحسن والإمام الحسين وأحفاده الى أن تقوم الساعة .
يقول صلى الله عليه واله وسلم "يا أيها الناس إنى قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ؛ كتاب الله، وعترتى أهل بيتى".
فنحن نحب الله حبا كبيرا ،وبحبنا لله أحببنا رسول الله (ص) الذى كان نافذة الخير التى رحم الله العالمين بها ، وبحبنا لرسوله (ص) أحببنا آل بيته الكرام الذين أوصى بهم (ص) وعظمت فضائلهم وزادت محاسنهم فموقع محبة أهل بيت رسول الله من كل أعماق قلب المسلم، وهو مظهر حب رسول الله (ص) فبحبه أحببتهم ، كما أن محبة النبى (ص) هى مظهر محبة الله ، فبحب الله أحببت كل خير ، فالكل فى جهة واحدة وسائل توصل للمقصود والله يفهمنا مراده .
والمغالاة لا تكون فى المحبة ، وإنما تكون فى الاعتقاد ، فطالما أن المسلم سليم الاعتقاد ، فلا حرج عليه فى المحبة لرسول الله (ص) وأهل بيته ، فنحن نعتقد أنه لا إله إلا الله ، وأن سيدنا محمد هو رسول الله (ص) ، وأن الأنبياء معصمون ، وغير الأنبياء من العترة الطاهرة والصحابة الكرام ليسوا بمعصومين وإنما هم محفوظون بحفظ الله للصالحين ، ويجوز شرعا وقوعهم فى الآثام والكبائر ، ولكن يحفظهم الله بحفظه . فطالما أن المسلم سليم الاعتقاد فى النواحى فيحب أهل بيت رسول الله (ص) من كل قلبه ، وهى درجات يرزقها الله لمن أحبه ، فكلما زاد حب المسلم لأهل البيت ارتقى بهذا الحب فى درجات الصالحين ؛ لأن حب أهل البيت الكرام علامة على حب رسول الله (ص) وحب رسول الله (ص) علامة على حب الله عز وجل ، والله تعالى أعلى وأعلم .............
ملحوظة :هذه فتوى دار الإفتاء المصرية عن محبة أل بيت رسول الله (ص) ويا ليت من يوالى الوهابية فى مصر يتعلمون محبة رسول الله (ص) وال بيته .