Admin عضو ماسي
عدد الرسائل : 95 العمر : 40 المزاج : خادم الأعتاب التماسنية تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: مشروعية التقبيل في السنة الجمعة 29 أغسطس 2008 - 0:39 | |
| هكذا رأيت أن كل الآثار الثابتة أجمعت على أنه لا اعتراض قط على تقبيل أيدي الوالدين لحقهم , و أيدي الشيوخ لبركتهم , و أيدي العلماء لكرامتهم, و أيدي الصالحين لصلاحهم , و يلحق بأولئك الحاكم العادل اعترافا بفضله ــ و هذا نادر جدا ــ كما قدمنا.
و أما أن يكون التقبيل من نفاق لذي مال , أو تملق لذي سلطان أو جاه, أو تذلل من أجل مصلحة, أو استدراج و تماكر لغرض هابط أو نحو ذلك , فهو السجدة الصغرى, و هو ممنوع حرام غليظ الحرمة , لما فيه من إهدار الإنسانية, و العبث بالقيم الرفيعة, و اللعب بالدين, و الخلط الفاسد بين الطيب و الخبيث. و قد يستثنى من ذلك موقف دفع الضرر المتيقن ,فيكون ملحقا بحكم الاضطرار ( فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا إثم عليه ) [ البقرة 173].
أما رجل يحب أن يقبل الناس يديه فقد سقط من عين الله , و عين الناس , فإنما تقبل أيدي الصالحين و هم كارهون يستغفرون , و يخافون سوء العاقبة.
1. جواز التقبيل المطلق :
في جواز التقبيل الخالص لوجه الله بان أنواعه كلها سواء كان تقبيل الرأس أو اليدين آو الرجلين أو الركبتين .... الخ , ألف الإمام النووي جزاء خاصا , و ألف الحافظ ابن المقري جزءا خاصا , و ألف الحافظ ابن الأعرابي جزءا , و ألف الحافظ أبو الفضل الغماري جزءا كذالك , وكلها معروفة لأهل العلم , وننصح من شاء إن يرجع إليها ليعلم ما لم يكن يعلم , فإنما هو سنة صحيحة شريفة ثابتة
2. في جواز تقبيل الأيدي :
-اخرج البخاري وأبو داود عن زارع قال : لما قدمنا المدينة فجعانا تتبادر من رواحلنا فنقبل يد النبي صلى الله عليه و سلم .
-و اخرج الطبراني عن كعب بن مالك رضي الله عنه : انه لما نزل عذره أتى النبي صلى الله عليه و سلم فاخذ بيده فقبلها .
- وخرج أبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : فدنونا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقبلنا يده .
3. في تقبيل اليدين و الرجلين :
- اخرج الحاكم في المستدرك وصححه عن بريدة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقبل يده و رجليه .
- و اخرج النسائي وابن ماجه و الترمذي و قال حسن صحيح عن صفوان في قصة اليهوديين الدين سألا النبي صلى الله عليه و سلم عن تسع آيات بينان فأجابهما , فقبلا يديه ورجليه .و صححه الحاكم أيضا .
- واخرج البخاري في الأدب المفرد بإسناد صحيح : إن علي رضي الله عنه قبل يد العباس و رجليه .
فليس من خصائص الرسول وحده .
- واخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي : في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) المائدة 101 . أن عمر رضي الله عنه قام إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقبل رجله .
- و اخرج البخاري في الأدب و احمد وأبو داود وابن الأعرابي في جزءه و البغوي في معجمه : أن وفد عبد قيس لما قدموا المدينة قبلو يد النبي صلى الله عليه و سلم ورجليه .
و قد حسنه ابن عبد البر , و جوده الحافظ ابن حجر وأخرجه كذالك أبو يعلى والطبراني البيهقي بإسناد جيد .
- و اخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عمر : أن الرسول صلى الله عليه و سلم ألف بين زوج وزوجته , فاتته المرأة فقبلت رجليه ...تأمل ...المرأة .
4. في جواز تقبيل الرأس و الركبتين :
-في الصارم المسلول لابن تيمية (تأمل ...ابن تيمية ) مما أخرجه ابن الإعرابي والبزار : أن رجلا شهد معجزة الشجرة التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه و سلم ثم عادت قال : فقام فقبل رأس الرسول صلى الله عليه و سلم و يديه ورجليه .
وفي رواية ابن الأعرابي : استأذن الرجل ,فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبل رأسه و رجليه .
و في هذا الحديث الثابت جواز تقبيل الرأس أيضا بإذن من رسول الله صلى الله عليه و سلم فأصبح مندوبا أو مستحبا .
- و اخرج أبو الشيخ و ابن مردوية عن كعب بن مالك قال : لما نزلت توبتي أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقبلت يده وركبتيه .
وهنا أيضا مشروعية تقبيل الركبتين .
ولما كان النبي صلى الله عليه و سلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم , فهو أب لكل مسلم , صح تقبيل أيادي الوالدين ورؤوسهم وأرجلهم بخاصة اعترافا بفضلهم , وتقدير لحقوقهم .
5. النبي صلى الله عليه و سلم يقبل الصحابة و يعانقهم :
أخرج الترمذي : أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل زيد ابن حارث رضي الله عنه حين قدم المدينة بعدما عانقه
وأخرج أبو داود و البيهقي في الشعب أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل ابن عمه جعفر بن أبي طالب بين عينيه
- نقل ابن عابد الأنصاري في المجموع أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل أبا بكر بعد أن عانقه في حضرة علي و غيره .
فيؤخذ من هذا أن معانقة الأخ أخاه و تقبيله إياه عمل من السنة النبوية الشريفة ، وفيها ما فيها من تثبيت المحبة ، وتأكيد الود و حسن اللقاء الذي هو أفضل القرى ، وأبلغ التحايا ، وبه تزول الأحقاد ، وتتزايد الأخوة و يضاعف الأجر ، وتتم القدوة بالنبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه كما سيأتي .
6 الصحابة وغيرهم يقبلون أيضا :
- أخرج الطبراني عن يحي بن الحارث رضي الله عنه بسند قال الهيثمي : رجاله ثقات ، قال : لقيت واثلة بن الأسقع فقلت : بايعت يدك هذه رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ قال : نعم . فقلت : أعطني يدك أفبلها فأعطنيها فقبلتها يعني التماسا للبركة . وهو عام في تقبيل أيدي الصالحين و العلماء كما رأيت .
- نقل الحافظ إبن حجر في الإصابة وغيره عن الشعبي رضي الله عنه : أن زيدا بن ثابت رضي الله عنه قبل يد ابن عباس رضي الله عنه لما اخذ ابن عباس بركابه ، وقال زيد : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا . يعني تقديرا للجمع بين الشرف و الصلاح .
- نقل الشيخ الأنصاري أن مسلما بن الحجاج قبل بين عيني البخاري ، و حاول تقبيل رجليه . يعني تقديرا للعلم و الفضل و الصلاح .
- و نقل الطبري في الرياض عن أبي الرجاء العطاردي : أنه دخل المدينة فرأى عمر يقبل رأس أبي بكر في مجمع من الناس فرحا بنجاح حرب الردة .
و يؤخذ من هذه النقول و نحوها أن الصحابة كانوا يتبادلون تقبيل أيدي بعضهم بعضا ، و أنهم أمروا بذلك كما قال زيد بن ثابت تبركا و تقديرا للعلم و الدعوة , و الشرف النبوي , و تدريبا على التواضع و نسيان النفس , أي لوجه الله تعالى .
و كانوا كذلك يقبلوا بعضهم رؤوس بعض كما رأيت .
و قد أخرج بن الأعرابي و ابن المقري في جزئيهما و عبد الرزاق في المصنف و الخرائطي في المكارم و أخرجه البيهقي و ابن عساكر , باسناد على شرك مسلم , و له اسناد على شرط الشيخين أن أبا عبيدة قبل يد عمر عند عودته من الشام , فكان تميم بن سلمة يعتبر تقبيل يد أهل الفضل سنة, فاعتبروا يا أولي الألباب .
7 التقبيل لأيدي الوالدين و الأولاد :
- اخرج أبو داود أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل بطن الحسن بن علي .
كما ثبت أنه كان يقبله و يقبل الحسين رضي الله عنهما , و كان يقبل ابنته فاطمة , و يعيب من لا يفعل ذلك .
- و أخرج أبو داود : أن أبا بكر قبل ابنته عائشة حين وجدها محمومة . فليس التقبيل فقط للبنين .
- واخرج ابو داود :أن فاطمة كانت اذا دخل عليها النبي صلى الله عليه و سلم قامت فاخذت بيده تقبلها .
أي إعترافا بفضل الأبوة وحق النبوة .
ويؤخذ من هذا النقول ونحوها أن تبادل التقبيل بين الأباء و الأبناء من السنة الشريفة كل بما هو أهله للحكمة التي تستوجبه ، مما يضاعف المحبة و الرحمة و المودة في الأسرة .
وفي الحديث الثابت :أن رجلا حدث في مجلس النبي صلى الله عليه و سلم أنه_ لا يقبل أولاده ، فقال له صلى الله عليه و سلم " أو أملك أن كان الله قد نزع من قلوبكم الرحمة " .
و قصة الرجل الذي عزله عمر من الولاية , لأنه استنكر أن يقبل عمر أبناءه , قصة مشهورة .
8 أنواع أخرى من التقبيل :
1- أخرج البخاري و أحمد : أن أبا بكر قبل وجه سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد وفاته .
2- و أخرج أحمد و أبو داود و الترمذي و بن ماجة , و نسب إلى البخاري أيضا : أن النبي صلى الله عليه و سلم قبل سيدنا عثمان بن مظعون بعد موته
- و أخرج بن الأعرابي عن جابر : أنه استشهد أبوه في لأحد فكشف عن وجهه و قبله .
10 أحاديث المنع من التقبيل :
1- روى الترمذي : قيل يا رسول الله أينحني الرجل لأخيه ؟ قال (لا) .قال : أفيلتزمه _ يعانقه_ و يقبله ؟ قال : (لا) . قال : أفيأخذ بيده و يصافحه ؟ قال : (نعم).
و هو حديث ضعفه أحمد و البيهقي كما نقله العراقي في المغنى , و في سنده حنظلة , قال فيه أحمد و النسائي و بن ومعين : ضعيف . و زاد أحمد : إنه يروي مناكير فلا يعمل بحديثه . فسقط هذا الحديث .
أما حديث الطبراني و أبي يعلى و ابن عدي : أن النبي صلى الله عليه و سلم جذب يده أراد تقبيلها . و نهى عن ذلك فمكذوب و هذا الحديث نقله بن الجوزي في الموضوعات فلا يؤخذ به.
و على فرض صحة هذين الحديثين فهما محمولان على التقبيل لغرض هابط أو للتعظيم و التقديس لا للمحبة و الاحترام و التبرك .
ثم هي لا تعارض أحاديث مشروعية التقبيل , و قد كادت تصل إلى حد التواتر , و هي لا تناهض هذا القدر الكبير من صحاح الأحاديث و حسانها , و الاحتجاج بالحديثين ساقط مرفوض عند أهل العلم , و الاعتصام به تشغيب و فساد .
| |
|