شمس الشموس المحمدية تشرق من الذات التماسنية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شمس الشموس المحمدية تشرق من الذات التماسنية

المتحابون لوجه الله يظلهم الله بظله يوم لاظل الا ظله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نشأة الطريقة التجانية وتطورها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
عضو ماسي
عضو ماسي
Admin


ذكر عدد الرسائل : 95
العمر : 40
المزاج : خادم الأعتاب التماسنية
تاريخ التسجيل : 12/08/2008

نشأة الطريقة التجانية وتطورها Empty
مُساهمةموضوع: نشأة الطريقة التجانية وتطورها   نشأة الطريقة التجانية وتطورها Icon_minitimeالخميس 14 أغسطس 2008 - 17:01

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المرهوب من عذابه وسطوته ، النافذ أمره في سمائه وأرضه بحكمته ، الذي خلق الخلق بقدرته ، وميّزهم بأحكامه ، وأعزّهم بشريعته ، وأكرمهم بنبيّنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، ورضي الله عن شيخنا أبي العباس أحمد بن محمد التجاني ، وعلى خليفته الإمام التماسيني ، وعلى سائر الخلفاء الميامين البررة . أما بعد :
فإنّ الله جلّت قدرته خلق الإنسان من أجل معرفته وعبادته قال تعالى : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (1)
ولمّا كان الدين الإسلامي خاتم الأديان السماوية ، لم يبْق صراط موصل إلى الله غيره ، فهو منهاج كامل متكامل ، وبنظرة خاطفة لتعاليمه ، ومن حيث تعلقها بالمكلف ، تتمايز إلى نوعين :

أحكام ظاهر المكلف (المحسوسات) ويمكننا أن نقسمها إلى قسمين :
أوامر : كأمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة ، و الصيام ... .
ونواهي : كَنَهْيِه عن السرقة ، و الرّبا ، والرشوة ، وشرب الخمر .
أحكام تخصّ باطن المكلّف ( المعنوية ) ، ويمكننا تقسيمها أيضا إلى قسمين :
أوامر : كأمره بالإيمان ، والتوبة ، والصبر ، والصدق ...
ونواهي : كَنَهْيِهِ عن الكفر ، والشرك ، والنفاق ، والرياء ، والزّور ، والبهتان ... .
و لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو القائم على تطبيق هذه التعاليم بِشِقَّيْها الظاهر والباطن ، أوامر ونواهي . قال تعالى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . (2) وبعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى خلَفَهُ في هذا المقام صحابتُه الكرام ، فاضطروا إلى تنصيب خليفة يهيمن على وحدتهم ، ويأخذ بنواصيهم إلى الخير و الفلاح .
وبدأت العلوم تتمايز في عهد الخلفاء ، و ظهر أهل الإختصاصات ، فمنهم مَنْ اهتمّ بالقرآن ، وأحكامه ، وعلومه ، وتفاسيره ، وأسباب النزول ، والقراءات . واهتمّت طائفة أخرى بالحديث النبوي الشريف ، وأحكامه . بينما نَجِدُ من اهتم بالأحكام الشرعية التي تخص ظاهر المكلف ، وسمُّوهُم الفقهاء . واهْتَمّتْ طائفة بعلاقة الإنسان بربه فألّفَت في العقائد ، فبرز علمُ الكلام . و توجّهتْ طائفة لدراسة الأحكام الشرعية الخاصة بباطن الإنسان ـ أو فَلْنَقُلْ قلبه ـ أوامر ونواهي ، فسَمُّوهُم الصّوفية ، وعِلْمُهُم كل عِلمٍ يدعو إلى انسلاخ العبد من حظوظه وشهواته ، وتَبَرِّيه مِنْ مشاهدة حَوْلِه وقوّته ، ومباعدته عن كلّ ما يُفضي لجلب الشقاء لنفسه دنيا و أخرى ، والعلم بكل ما يدعو إلى وقوف العبد مع الله في صميم التوحيد ، وخروجه عن الغير والغيرية علما وعملا . فظهر لك أن لهذه الطائفة مزية ، وأنّ لها الرّيادة والهيمنة ، لأن موضوعها الإنسان من حيث هو مخلوق لأداء رسالة معينة متمثلة في معرفة الله ، وعبادته ، والتقرّب إليه بكل ما في الجهد و الوسع . و للعلم ـ أيها السعيد ـ أن هذا العلم ـ تزكية النفس ـ فرضُ عينٍ على كل مسلم يخشى على نفسه هوْل المعاد ، لأن عذاب النار يوم القيامة مترَتَّب على عدم الإمتثال لأوامر الله ، قال تعالى : و نفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دسّاها . (3)
ولا يخلو إنسان من أمراض قلبية ، وعِلَلٍ خَفِيّة لا يستطيع أن يدركها بنفسه ، كالرياء ، والنفاق ، والغرور ، والحسد ، بل قد يعتقد أنه أكمل الخلق وأقوَمهم دينا ، وهذا هو الجهل المركب ، قال تعالى : قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا . (4)
لأجل هذا كله كانت الطرق الصوفية مدارس تربية وتوجيه وإرشاد ، ظهرت بأمر الحضرة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام تدعو إلى تقييد الغافلين بالأذكار الشرعية تقييدا مشروطا بمتابعة الكتاب والسنة ظاهرا وباطنا .
وهنا آن الأوان للكلام عن الطريق التجانية :
فأصلها كَشْفٌ محمودٌ حُظِيَ به أستاذها ، له نظائر عند صالحي الأمم . و النتيجة عبادة شرعية ثابتة بالكتاب و السنة ، و مظهرها الطبيعي الممتزج بالشريعة التحذير من المقاصد التي تُبَاعد عن مقصد الشكر ، وتؤدِّي إلى تَتَبّع الغايات والأغراض من الأسرار .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://za3ime.roo7.biz
 
نشأة الطريقة التجانية وتطورها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شمس الشموس المحمدية تشرق من الذات التماسنية  :: الطريقة التجانية :: النشأة شروطها وآدابها-
انتقل الى: